الاثنين، 18 مايو 2009

شعر عنترة بن شداد

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بمــا لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبــارق ثغرك المتبسم
ومدجج كره الكماة نزاله
لا ممعن هربــا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة
بمثقف صدق الكعوب مقــوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
ليس الكريم على القنـا بمحرم
لما رآني قد نزلت أريده
أبدى نواجذه لغيـــر تبسم
فطعنته بالرمح ثم علوته
بمهند صــافي الحديد مخذم
في حومة الحرب التي لا تشتكي
غمراتهـا الأبطال غير تغمغم
ولقد هممت بغارة في ليلة
سوداء حــالكة كلون الأدلم
لما رأيت القوم أقبل جمعهم
يتذامرون كررت غير مذمـم
يدعون عنتر والرماح كأنها
أشطان بئر في لبان الأدهـم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
ولبانــه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
وشكى إلى بعبرة وتحمحـم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلمي
ولقد شفى نفسي و أبرا سقمها
قيل الفوارس ويك عنتر أقدمي
والخيل تقتحم الغبار عوابسا
ما بين شيظمة وأجرد شيظم

...........................................


أنا الموت إلا أنني غير صــابر
على أنفس الأبطال والموت يصبر
أنا الأسد الحامي حمى من يلوذ بي
وفعلي له وصف الى الدهر يذكـر
إذا ما لقيت الموت عممت رأسـه
بسيف على شرب الدمـا يتجوهر
سوادي بياض حين تبدو شمـائلي
وفعلي على الأنساب يزهو ويفخر
ألا فليعش جـاري عزيزا وينثني
عدوي ذليلا نادمــــا يتحسر
هزمت تميما ثم جندلت كبشهـم
وعدت وسيفي من دم القوم أحمر
بني عبس سودوا في القبائل وافخروا
بعبد له فوق السماكين منبــر
إذا ما منادي الحي نادى أجبته
وخيل المنايا بالجماجم تعثــر
سل المشرفي الهندواني في يدي
يخبرك عني أنني أنا عنتـــر
إذا كان أمر الله أمـــرا يقدر
فكيف يمر المرء منــه ويحذر
لقد هان عندي الدهر لما عرفته
وأني بما تخبر الملمــات أخبر
وليس سباع البر مثل ضباعــه
ولا كل من خاض العجاجـة عنتر
سلوا صرف هذا الدهر كم شن غارة
ففرجتهـــا والموت فيها مشمر
بصــارم عزم لو ضربت بحده
دجى الليل ولى وهو بالنجم يعثـر
دعوني أجد السعي في طلب العلا
فأدرك سؤلي أو أموت فأعــذر
ولا تختشوا ممــا يقدر في غد
فما جاءنـا من عالم الغيب مخبر
وكم من نذير قد أتانــا محذرا
فكان رسولا في السرور يبشـر
قفي وانظري يا عبل فعلي وعايني
طعاني إذا ثار العجاج المكــدر
ترى بطلا يلقى الفوارس ضاحكا
ويرجع عنهم وهو أشعث أغبـر
ولا ينثني حتى يخلي جماجمــا
تمر بها ريح الجنوب فتصفــر
وأجساد قوم يسكن الطير حولها
إلى أن يرى وحش الفلاة فينفـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق